شريط الأخبار
انتظار الاجلاء الطبي للخارج قاتل جديد للغزيين "اليونيسف": تفشّي الأمراض يهدد أطفال غزة والحاجة ملحّة لتكثيف المساعدات الصبيحي يشكك: 53% من مشتركي الضمان اجورهم المحتسبة اقل من 500 دينار الجيش يحبط 4 محاولات تهريب مخدرات بواسطة بالونات موجهة الدراسة الاكتوارية للضمان: نقطة التعادل الأولى في 2030 والثانية في 2038 توغلات إسرائيلية متزامنة في القنيطرة ودرعا 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام الأمن العام يحذر: ضرورة وقف استخدام مدفأة "الشموسة" بكافة أنواعها غزة على حافة الانهيار البيئي.. السيول تفجر أزمة السموم المدفونة تحت الركام فورين بوليسي: كيف تعلمت الصين مصادر القوة من الولايات المتحدة الملكة رانيا تهنيء النشامى بالفوز على العراق ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب النشامى يحلق بكاس العرب بعد هدف نظيف في العراق "استعادة الأمل" والحملة الأردنية تطلقان برنامج الصحة والتغذية في غزة الفائز بمسابقة "يوروفيجن" لعام 2024 يعيد الكأس احتجاجا على مشاركة إسرائيل مليار دينار قيمة الشيكات المرتجعة في الأردن خلال 11 شهراً فلسطين تخرج من كاس العرب بخسارة مشرفة امام السعودية الزرقاء: وفاة اربعة اشخاص من عائلة واحدة اختناقا بغاز المدفئة شراكة بين العقبة الاقتصادية ونقابة المهندسين لتعزيز فرص تشغيل الشباب

بعيداً عن استثمار الكرامة بصورة روتينية

بعيداً عن استثمار الكرامة بصورة روتينية
سامح المحاريق
لم تكن لدي النية لأكتب عن معركة الكرامة، كتبت في مرات سابقة، وأرى كثيراً من الكتابات ليست سوى مجرد احتفاء روتيني بعضه بريء ويعبر عن الروح الحقيقية للأردنيين والتي لا يجب أن تبقى موضعاً للتأكيد لأنها لم تكن موضعاً للتشكك، وبعضه يحمل الشيء القليل أو الكثير من الهوى لتمريره في المناسبة الجليلة والعزيزة.

الخريطة التي وضعها وزير المالية الإسرائيلي في أحد المؤتمرات، استدعت من جديد الحديث عن الكرامة، ومن زاوية مختلفة، تتعلق بأوراق التاريخ وبعض تفاصيله. تركزت خطط تأسيس دولة إسرائيل على السيطرة على السواحل الفلسطينية، مع أن الوجود التاريخي القصير لممالك يهودية ذات طبيعة سياسية كان يتركز بين مدن القدس ونابلس والخليل، ولكن الحصول على الأرض التوراتية لم يكن الهدف، فالغاية استعمارية وتتركز في شرق المتوسط، ولذلك شحنت الوكالة الصهيونية بالتعاون مع الدول الأوروبية اليهود إلى المستوطنات مع التركيز على الأرض الساحلية. البحر المتوسط سؤال إجباري لكل من يقطنون على سواحله، ولذلك تكون الأسطول الإسلامي، وأعلن عن وجوده في معركة ذات الصواري، فالبحر هو مسألة أما حواشيه فهي مسألة أخرى، والأوروبيون لم يكونوا على استعداد لخسارة أي موقع يمكن أن يستحوذوا عليه في المتوسط، حتى لو كان جزيرة ليلى الصغيرة مقابل الساحل المغربي، ولذلك فالحصول على شرق المتوسط في فلسطين كان أحد الأولويات الأوروبية. كان اليهود أثناء وجودهم المقتضب يحملون طموحاً بالتمدد إلى أرض الأردن، إلا أن السبب الذي منعهم هو الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية، فالأردن أرض تعبرها التجارة بصورة كثيفة، فالبضاعة التي يحملها البحر إلى جنوب الجزيرة العربية تعبر بالضرورة الإقليم الشامي من مدخله الجنوبي، أما التجارة مع فارس فكانت تصب في البصرة، ولذلك لم يكن يسمح لمملكة صغيرة لم تستمر طويلاً بأن تتوسع وراء نهر الأردن، ولا أن تتقدم تجاه السواحل، فبقيت في معظم فترات وجودها في المنطقة الداخلية التي تشكل الضفة الغربية معظمها. من الواضح أن الغاية من وجود إسرائيل لم تعد قائمة استراتيجياً بالنسبة لأوروبا، ولذلك، تعود للظهور الأحلام التوراتية من جديد، وهي لا تستثني الأردن بأية حال، وبالعكس، فالمستوطن يدرك أنه لا يمكن أن يستمر من غير عمق في شريط ساحلي أتى تصميمه لخدمة أهداف لا تنسجم مع الفكرة القومية اليهودية التي ترى أن أرضها ممتدة على جانبي النهر، وكما صنعت الحرب العالمية الأولى الشعب الفلسطيني فحددت عرب فلسطين في هوية تاريخية لم تكن واضحة بالمعنى الكامل، صنعت أيضاً شعوب سوريا والأردن ولبنان، وجميعها، بشكل أو بآخر تتقاطع مع نفس المحنة التاريخية و(المستقبلية)، أما الشعبين الأردني والفلسطيني فالمصير مشترك وما يحدث من ظواهر حدودية مستجد ومتقن في تفاصيله ليظهرهما في سياقات تسمح بتمرحل مشروع التفتيت والتجزئة. الوزير الإسرائيلي يعبر عن قناعة سائدة لدى كثير من التيارات المتدينة، وهي تجاوزت الصهيونية التقليدية تجاه أن الوجود اليهودي أصبح أمراً واقعاً، ويتوجب المضي في النبوءات إلى مرحلتها الأخيرة. يمكن للدولة الإسرائيلية أن تعتذر بشكل أو بآخر، وليست هذه القصة، المشكلة التي تواجهنا اليوم، هي وصول المواجهة إلى مرحلة النضج التاريخي، وعاجلاً أم آجلاً، سيأتي التحرش الإسرائيلي، محدوداً أو واسعاً، موجهاً ضد الشعب العربي في فلسطين أو الأردن، ولكنه سيأتي، ولذلك يجب أن تبقى روح المعركة دائمة الحضور، وهذه قصة منظومة فكرية وثقافية كاملة. الكرامة بوصفها المعركة التي شهدت أول انتصار عربي على الكيان الصهيوني، يجب أن تبقى حاضرة وراء الاحتفاء الروتيني أو الانتهازي الذي يستغلها من أجل رسائله الخاصة.