شريط الأخبار
الكود #21# .. الأمن السيبراني يوضح: لا تجسس ولا اختراق للهواتف شكاوى من تعطل أنظمة وزارة العمل وتأخير معاملات الوافدين المحادين يؤدي اليمين الدستورية أمام الملك وفاة عشريني قاد مركبته بصورة استعراضية داخل نفق الشعب النفط يقفز أكثر من دولارين في التعاملات الآسيوية المبكرة انخفاض التخليص على سيّارات الوقود مقابل ارتفاع الكهربائية عقوبات بالفصل بحق 15 طالبا في الأردنية وانذار 2 بسبب المشاجرات خبر وتعليق معدل السير: السجن لـ 3 أشهر والغرامة بـ 300 دينار بحق من يرتكب هذه المخالفات اشتعال 6 إطارات لشاحنة بسبب المسير لمسافات طويلة بدون توقف المديونية الرافعة والغارقة الخصاونة يفتتح جلسة الوزراء بتهنئة الملك بزفاف ولي العهد تعطل ناقلة نفط في قناة السويس ومصر تنشر 3 زوارق لقطرها استخدام بصمة العين في الخدمات الالكترونية خلال اسابيع بالفيديو ... كلمات في قسم أردوغان تثير الجدل جنايات عمان تقرر عدم مسؤولية رجل الأعمال الأردني نبيل بركات الأمانة: صرف دعم المحروقات لوسائط النقل داخل العاصمة الأسبوع الحالي طلبة التوجيهي ينهون "الامتحانات التجريبية" بدء بيع وثائق عطاء مشروع المدينة الاقتصادية بين الأردن والعراق اضرار المركبات من البرد تخفض أسعارها بين 500 و 1000 دينار

بعيداً عن استثمار الكرامة بصورة روتينية

بعيداً عن استثمار الكرامة بصورة روتينية
سامح المحاريق
لم تكن لدي النية لأكتب عن معركة الكرامة، كتبت في مرات سابقة، وأرى كثيراً من الكتابات ليست سوى مجرد احتفاء روتيني بعضه بريء ويعبر عن الروح الحقيقية للأردنيين والتي لا يجب أن تبقى موضعاً للتأكيد لأنها لم تكن موضعاً للتشكك، وبعضه يحمل الشيء القليل أو الكثير من الهوى لتمريره في المناسبة الجليلة والعزيزة.

الخريطة التي وضعها وزير المالية الإسرائيلي في أحد المؤتمرات، استدعت من جديد الحديث عن الكرامة، ومن زاوية مختلفة، تتعلق بأوراق التاريخ وبعض تفاصيله. تركزت خطط تأسيس دولة إسرائيل على السيطرة على السواحل الفلسطينية، مع أن الوجود التاريخي القصير لممالك يهودية ذات طبيعة سياسية كان يتركز بين مدن القدس ونابلس والخليل، ولكن الحصول على الأرض التوراتية لم يكن الهدف، فالغاية استعمارية وتتركز في شرق المتوسط، ولذلك شحنت الوكالة الصهيونية بالتعاون مع الدول الأوروبية اليهود إلى المستوطنات مع التركيز على الأرض الساحلية. البحر المتوسط سؤال إجباري لكل من يقطنون على سواحله، ولذلك تكون الأسطول الإسلامي، وأعلن عن وجوده في معركة ذات الصواري، فالبحر هو مسألة أما حواشيه فهي مسألة أخرى، والأوروبيون لم يكونوا على استعداد لخسارة أي موقع يمكن أن يستحوذوا عليه في المتوسط، حتى لو كان جزيرة ليلى الصغيرة مقابل الساحل المغربي، ولذلك فالحصول على شرق المتوسط في فلسطين كان أحد الأولويات الأوروبية. كان اليهود أثناء وجودهم المقتضب يحملون طموحاً بالتمدد إلى أرض الأردن، إلا أن السبب الذي منعهم هو الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية، فالأردن أرض تعبرها التجارة بصورة كثيفة، فالبضاعة التي يحملها البحر إلى جنوب الجزيرة العربية تعبر بالضرورة الإقليم الشامي من مدخله الجنوبي، أما التجارة مع فارس فكانت تصب في البصرة، ولذلك لم يكن يسمح لمملكة صغيرة لم تستمر طويلاً بأن تتوسع وراء نهر الأردن، ولا أن تتقدم تجاه السواحل، فبقيت في معظم فترات وجودها في المنطقة الداخلية التي تشكل الضفة الغربية معظمها. من الواضح أن الغاية من وجود إسرائيل لم تعد قائمة استراتيجياً بالنسبة لأوروبا، ولذلك، تعود للظهور الأحلام التوراتية من جديد، وهي لا تستثني الأردن بأية حال، وبالعكس، فالمستوطن يدرك أنه لا يمكن أن يستمر من غير عمق في شريط ساحلي أتى تصميمه لخدمة أهداف لا تنسجم مع الفكرة القومية اليهودية التي ترى أن أرضها ممتدة على جانبي النهر، وكما صنعت الحرب العالمية الأولى الشعب الفلسطيني فحددت عرب فلسطين في هوية تاريخية لم تكن واضحة بالمعنى الكامل، صنعت أيضاً شعوب سوريا والأردن ولبنان، وجميعها، بشكل أو بآخر تتقاطع مع نفس المحنة التاريخية و(المستقبلية)، أما الشعبين الأردني والفلسطيني فالمصير مشترك وما يحدث من ظواهر حدودية مستجد ومتقن في تفاصيله ليظهرهما في سياقات تسمح بتمرحل مشروع التفتيت والتجزئة. الوزير الإسرائيلي يعبر عن قناعة سائدة لدى كثير من التيارات المتدينة، وهي تجاوزت الصهيونية التقليدية تجاه أن الوجود اليهودي أصبح أمراً واقعاً، ويتوجب المضي في النبوءات إلى مرحلتها الأخيرة. يمكن للدولة الإسرائيلية أن تعتذر بشكل أو بآخر، وليست هذه القصة، المشكلة التي تواجهنا اليوم، هي وصول المواجهة إلى مرحلة النضج التاريخي، وعاجلاً أم آجلاً، سيأتي التحرش الإسرائيلي، محدوداً أو واسعاً، موجهاً ضد الشعب العربي في فلسطين أو الأردن، ولكنه سيأتي، ولذلك يجب أن تبقى روح المعركة دائمة الحضور، وهذه قصة منظومة فكرية وثقافية كاملة. الكرامة بوصفها المعركة التي شهدت أول انتصار عربي على الكيان الصهيوني، يجب أن تبقى حاضرة وراء الاحتفاء الروتيني أو الانتهازي الذي يستغلها من أجل رسائله الخاصة.