شريط الأخبار
انتظار الاجلاء الطبي للخارج قاتل جديد للغزيين "اليونيسف": تفشّي الأمراض يهدد أطفال غزة والحاجة ملحّة لتكثيف المساعدات الصبيحي يشكك: 53% من مشتركي الضمان اجورهم المحتسبة اقل من 500 دينار الجيش يحبط 4 محاولات تهريب مخدرات بواسطة بالونات موجهة الدراسة الاكتوارية للضمان: نقطة التعادل الأولى في 2030 والثانية في 2038 توغلات إسرائيلية متزامنة في القنيطرة ودرعا 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام الأمن العام يحذر: ضرورة وقف استخدام مدفأة "الشموسة" بكافة أنواعها غزة على حافة الانهيار البيئي.. السيول تفجر أزمة السموم المدفونة تحت الركام فورين بوليسي: كيف تعلمت الصين مصادر القوة من الولايات المتحدة الملكة رانيا تهنيء النشامى بالفوز على العراق ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب النشامى يحلق بكاس العرب بعد هدف نظيف في العراق "استعادة الأمل" والحملة الأردنية تطلقان برنامج الصحة والتغذية في غزة الفائز بمسابقة "يوروفيجن" لعام 2024 يعيد الكأس احتجاجا على مشاركة إسرائيل مليار دينار قيمة الشيكات المرتجعة في الأردن خلال 11 شهراً فلسطين تخرج من كاس العرب بخسارة مشرفة امام السعودية الزرقاء: وفاة اربعة اشخاص من عائلة واحدة اختناقا بغاز المدفئة شراكة بين العقبة الاقتصادية ونقابة المهندسين لتعزيز فرص تشغيل الشباب

برستيج الشهادات العلمية

برستيج الشهادات العلمية

                                                                                            

د.يونس مقدادي

يُعد العلم من جواهر الحياة البشرية حال تسلح الإنسان به بكافة اختصاصاته وذلك بإعتباره المفتاح الحقيقي لتغيير ظروف الحياة بكل مكوناتها وأبعادها، مما يساعد في مد المجتمعات البشرية بالقوة نحو التطور والرفعة والتحضر والرقي المجتمعي وعلى جميع الُصعد. وإنطلاقاً من هذا المبدأ فمن البديهي أن يندفع الأنسان إلى نيل الشهادات العلمية للإسهام كلٍ حسب اختصاصه ودرجته العلمية في تحقيق الذات ونهضة المجتمع بقطاعاته المختلفة.

وإنطلاقاً من أن التعليم والحصول على الشهادات العلمية حق مكتسب للجميع، فقد لاحظنا وعلى مر العقود الماضية الاهتمام الكبير بالتعليم وعلى مختلف مراحله ودرجاته العلمية، ولكن ما نشهده في يومنا الحاضر إن التعليم أصبح ليس لأجل التعلم بقدر ما هو لأجل تلبية غايات كثيرة والحديث عنها يطول.

ومن باب المقارنة كانت مكانة الإنسان المتعلم تتجلى بعلمه الوفير وفكره النير وثقافته العالية والمصاحبة لشخصيته والتي كانت محل إجلال وتقدير من جميع طبقات المجتمع، ولكن ما نشهده في وقتنا الحاضر بوجود اختلاف بصورة ومكانة الإنسان المتعلم والتي لا تبتعد مساحتها عن مستوى علمه المكتسب على أبعد تقدير، وهذه الصورة وللأسف تكونت في ظل مجموعة من الأسباب وأبرزها ظروف وضغوطات الحياة والدوافع الشخصية و البرستيج الاجتماعي والتفاخر والوظيفة والزواج وغيرها والتي فرضت نفسها على شخصية وفكر متعلمي وقتنا الحاضر والتي شكلت توجهاً لدى البعض بالتوجه نحو التعليم للحصول على تلك الشهادات العلمية وبشكلٍ خاص العليا منها.

أن تزايد الطلب على التعليم محلياً وعالمياً لقاء الحصول على الشهادات العلمية وبغض النظر عن مصادرها قد أصبح ملفتاً للأنتباه لقاء الأستفادة منها ولمكاسب شخصية وإجتماعية كاللقب العلمي والجلوس بالصف الأول في المناسبات الإجتماعية والوظيفية وغيرها، مما يدلل ذلك على أن الشهادات العلمية أصبحت لدى البعض عبارة عن كرت مصطنع يتغنى بها لا أكثر ولا أقل، مما نجد أنفسنا بعيدين عن سمو رسالة التعليم والتعلم والغايات من الحصول على تلك الشهادات العلمية والتي من المفترض أن تكون محل إحترام وتقدير، لا بل أن هذا السلوك قد ساهم بقلب الموازين المجتمعية تجاه التعليم والشهادات العلمية وبالتالي نجد صعوبة بعدم التمييز بين الغث والسمين.

أن ممارسة هكذا مفاهيم نحو الحصول على الشهادات العلمية قد شكلت تحدياً جديداً يتداوله العديد من ذوي الاختصاص ووصفت بالدخيلة، لأن الشهادات العلمية ليست سلعة كما يعتقد البعض وإنما هي وثائق تسمو وغاياتها نحو التطور الحضاري والفكري وصناعة العقول، وليست للمظاهر الاجتماعية والشخصية والتي يدعيها البعض أعتقاداً منهم بأنها قد تستكمل بعض النقص المنقوص.

وعليه نرى بأن الهدف الرئيس من الحصول على الشهادات العلمية ليس لتحقيق مصالح أو مكاسب شخصية بقدر ما تحمله في طياتها من رسائل ذات مسؤولية إنسانية وحضارية وذات مدلولات متعددة تمكن المجتمعات من التحضر والرقي والتنمية في كافة المجالات والميادين تناغماً مع تطلعات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم.

 

·       استاذ بجامعة عمان العربية