شريط الأخبار
اعتصام حاشد في "الكالوتي" رفضا لبقاء سفارة الاحتلال وتضامنا مع غزة اصابة شخصين بعيارات نارية من مجهول باربد ارتفاع عدد "معتصمي السفارة" المفرج عنهم الى 33.. وبقاء 20 وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني الصين والولايات المتحدة وحدهما يمكنهما وقف التدهور بالشرق الاوسط المبيضين: لم نرصد اليوم اي محاولات للاقتراب من سمائنا الأردن: "إسرائيل" هي مصدر التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) اسرائيل تستنفر لمنع وصول اسطول الحرية لغزة كسرا للحصار حماس بعد تعثر مفاوضات الهدنة: لا عودة للاسرى الاسرائيليين دون صفقة هل رفضت مصر طلبا امريكيا بادارة قطاع غزة لستة اشهر؟! كيف تضبط مؤسسة الضمان التقاعدات المبكرة.؟ امريكا تفشل ضم فلسطين دولة بالامم المتحدة والاردن يأسف للقرار هل ضربت اسرائيل ايران؟ انفجارات بأصفهان.. إيران تنفي هجوما خارجيا ولا تعليق إسرائيلي حي الطفايلة يعيدون مستشفى رئيسي للعمل بشمال غزة فيديو خيبة اردنية بعد خسارة نشامى الاولمبي امام "العنابي" لماذا اصطحب الامير حسن المقررة الاممية للاراضي المحتلة لاكبر مخيمات الاردن؟ الاردن يصعد ضد اسرائيل امام مجلس الامن: الزموها بعدم اجتياح رفح قمة "مستقبل الرياضات الالكترونية" تنطلق السبت المقبل برعاية ملكية سامية "المهندسين" تطالب بالإفراج عن المهندس ميسرة ملص فوز هيئة ادارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية بالتزكية

بلومبرغ: أمريكا المريضة لا تستطيع منافسة الصين

بلومبرغ: أمريكا المريضة لا تستطيع منافسة الصين
إذا كانت الصحة تعني الثروة كما يقول القول المأثور فإن المستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة يبدو قاتما. فالولايات المتحدة تمتعت تقليديا بأعلى مستويات الصحة العامة في العالم. وفي الحقبة الاستعمارية كان الرجل الأمريكي العادي أطول بما بين بوصتين وثلاث بوصات  عن نظيره الأوروبي وفقا للسجلات العسكرية، وهي حقيقة كانت مبهرة لخبراء الديموغرافيا التاريخيين الذين يرون أن طول الإنسان يتناسب طرديا مع طول متوسط العمر والتطور المعرفي  والقدرة على العمل. واليوم تحول التفوق الصحي لأمريكا إلى عجز. فالأمريكي العادي أقصر من نظيره في شمال أوروبا، وهذا الفارق يتسع بمرور الوقت. كما أن ستة من كل عشرة أمريكيين يعانون من مرض مزمن واحد، وأربعة من كل عشرة يعانون من مرضين مزمنين. وهذا الواقع هو ما دفع الكاتب الأمريكي ويليام جلاستون إلى القول في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن "أمريكا مجتمع مريض بالمعنى الحرفي للكلمة”.  وفي تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء قال الكاتب الأمريكي أدريان جولدبرج  إن تدهور الصحة في أمريكا أصبح مشكلة اقتصادية متزايدة. وقد تراجع معدل مشاركة الأمريكيين في قوة العمل إلى 4ر62% ووصل عدد الوظائف الخالية إلى 11 مليون وظيفة مقابل وجود 7ر5 مليون أمريكي فقط يبحثون عن وظائف بحسب غرفة التجارة الأمريكية، في حين اختفى حوالي 8ر2 مليون شخص من قوة العمل الأمريكية منذ شباط/فبراير .2020 في المقابل يشكو أصحاب العمل في الولايات المتحدة من كثرة تغيب العمال عن العمل وضغوط الوظائف، بالإضافة إلى عجزهم عن إيجاد العمال المطلوبين لشغل الوظائف لديهم. في الوقت نفسه ترتفع نفقات الرعاية الصحية. لكن في ظل تصاعد التوترات مع كل من روسيا والصين، يصبح القصور الصحي في الولايات المتحدة مشكلة أمن قومي أيضا. وكشف مسح أجرته وزارة الدفاع الأمريكية عام 2020 أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب الأمريكي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما  غير لائقين طبيا للخدمة العسكرية، في ظل معاناة أغلبهم من السمنة. ويقول جولدبرج مؤلف كتاب "أرستقراطية الموهبة: كيف صنعت الجدارة العالم الحديث” إن انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة هو أوضح أدلة تدهور الحالة الصحية للمجتمع الأمريكي ككل. ففي عام 2014 تراجع متوسط الأعمار في الولايات المتحدة إلى 1ر76 عاما وهو أقل رقم منذ .1996 في المقابل يزاد متوسط العمر للألمان عن الأمريكيين بمقدار 3ر4 عاما في 2021 مقابل 5ر2 عاما في .2018 كما زاد متوسط عمر الفرنسيين عن الأمريكيين عام 2021 بمقدار 6 سنوات مقابل 4 سنوات فقط عام .2018 كما تعاني الولايات المتحدة من أحد أعلى معدلات السمنة في العالم المتقدم، حيث زادت نسبة السمنة بين الأمريكيين من 15% عام 1980 إلى 5ر30% عام 2000 ثم إلى 9ر41% عام .2020 وتبلغ هذه النسبة عشرة أمثال النسبة في اليابان وتزيد بشدة عن النسبة في الصين. وترتبط السمنة بمشكلات صحية عديدة منها أمراض القلب والاكتئاب وضغط الدم المرتفع، والسرطان المرتبط بنمط الحياة والسكري والتي تصيب حوالي 13% من السكان في الولايات المتحدة وتكبد أصحاب العمل الأمريكيين حوالي 90 مليار دولار سنويا.
 
 وجاءت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد) لتقدم دليلا إضافيا على انهيار التفوق الأمريكي في مجال الصحة، حيث ظل معدل الوفيات من المرض في الولايات المتحدة أعلى منه في أغلب الدول المتقدمة الأخرى. ففي الولايات المتحدة بلغ المعدل 339 وفاة لكل 100 ألف أمريكي مقابل 254 وفاة لكل 100 ألف في فرنسا و201 لكل 100 ألف في ألمانيا و134 وفاة لكل 100 ألف في كندا، بسبب فقر نظام الرعاية الصحية الأساسية في الولايات المتحدة. وأدت الجائحة إلى تراجع حاد في معدل المشاركة في قوة العمل بالولايات المتحدة  وهو التراجع الذي لم تتعاف منه البلاد رغم انحسار الجائحة. كما أدت إلى إرث أطول مدى يعرف باسم مشكلة "كوفيد الممتد” التي مازال الأطباء يحاولون  فهمها، وتصيب الناس بمشكلات صحية مثل الشعور بالتعب وقصر النفس والتوهان. ويقول معهد بروكينجز الأمريكي إن  حوالي ثلاثة ملايين أمريكي بما يعادل نحو 8ر1% من قوة العمل المدنية في البلاد خرجوا من سوق العمل ببسب الكوفيد الممتد، وهو ما يعني خسارة الاقتصاد الأمريكي حوالي 168 مليار دولار سنويا.  كما أن مشكلات الصحة النفسية في بلاد العم سام تماثل خطورة مشكلات الصحة الجسدية رغم صعوبة قياس الأولى أو تشخيصها. وأظهر تقرير صادر عن مركز مكافحة الأمراض الأمريكي أنه في عام 2021 فكر نحو ثلث طالبات المرحلة الثانوية في الولايات المتحدة جديا في الانتحار. ويعاني الشباب من الشعور بالاغتراب مع ارتفاع معدلات التسرب من التعليم وتراجع معدلات الالتحاق بالجامعات. ولا شيء من كل هذا يبشر بمستقبل أفضل للولايات المتحدة.  ويقول جولدبرج إن معالجة أزمة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أصعب من معالجة مشكلة تدهور مستوى التعليم. فصناعة الوجبات السريعة تمتلك نفوذا ضخما وتفرض على السكان وبخاصة الفقراء طعاما مشبعا بالدهون والملح، بينما تتحدث عن أشياء جيدة مثل الحوكمة البيئية والاجتماعية. كما أن صناعة الرعاية الصحية الأمريكية عبارة عن مجموعة ضخمة من المصالح الخبيئة والحوافز المنحرفة. ورغم ذلك فإن صعوبة إصلاح الصحة في أمريكا لا يعني استحالته. فقد تصدت الولايات المتحدة لنفوذ صناعة التبغ ونجحت، وأصبح معدل التدخين لديها هو الأقل بين الدول المتقدمة، وبخاصة في جنوب أوروبا، حيث مازال الناس يدخنون أثناء تناول الطعام. ويحتاج الأمريكيون إلى التحلي بنفس الإصرار الذي حاربوا به التدخين، في مواجهة الوجبات الجاهزة والسريعة. عليهم البدء في التفكير  في حالة السكان الصحية، كما فعل الليبراليون في بريطانيا في أوائل القرن العشرين عندما أدركوا انهم لن يتمكنوا من الوقوف في وجه ألمانيا عسكريا واقتصاديا بدون تحسين مستوى الصحة العامة للبريطانيين أولا. فالصحة الجيدة ليست مجرد أمر لطيف، ولكنها مكونا حيويا من مكونات القدرة التنافسية الوطنية. وضعف الصحة ليس مأساة للفرد الذي يعاني منه، إنها تكبح جماح إنتاجية الدولة وقدرتها على الدفاع عن نفسها، لذلك يمكن القول وبوضوح إن الولايات المتحدة المريضة والمنهكة صحيا لا تستطيع كسب المنافسة الحالية مع الصين سواء على الصعيد الاقتصادي أو حتى العسكري.