شريط الأخبار
اعتصام حاشد في "الكالوتي" رفضا لبقاء سفارة الاحتلال وتضامنا مع غزة اصابة شخصين بعيارات نارية من مجهول باربد ارتفاع عدد "معتصمي السفارة" المفرج عنهم الى 33.. وبقاء 20 وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني الصين والولايات المتحدة وحدهما يمكنهما وقف التدهور بالشرق الاوسط المبيضين: لم نرصد اليوم اي محاولات للاقتراب من سمائنا الأردن: "إسرائيل" هي مصدر التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) اسرائيل تستنفر لمنع وصول اسطول الحرية لغزة كسرا للحصار حماس بعد تعثر مفاوضات الهدنة: لا عودة للاسرى الاسرائيليين دون صفقة هل رفضت مصر طلبا امريكيا بادارة قطاع غزة لستة اشهر؟! كيف تضبط مؤسسة الضمان التقاعدات المبكرة.؟ امريكا تفشل ضم فلسطين دولة بالامم المتحدة والاردن يأسف للقرار هل ضربت اسرائيل ايران؟ انفجارات بأصفهان.. إيران تنفي هجوما خارجيا ولا تعليق إسرائيلي حي الطفايلة يعيدون مستشفى رئيسي للعمل بشمال غزة فيديو خيبة اردنية بعد خسارة نشامى الاولمبي امام "العنابي" لماذا اصطحب الامير حسن المقررة الاممية للاراضي المحتلة لاكبر مخيمات الاردن؟ الاردن يصعد ضد اسرائيل امام مجلس الامن: الزموها بعدم اجتياح رفح قمة "مستقبل الرياضات الالكترونية" تنطلق السبت المقبل برعاية ملكية سامية "المهندسين" تطالب بالإفراج عن المهندس ميسرة ملص فوز هيئة ادارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية بالتزكية

النص الكامل لـ “سمير الحياري” ضيف مجلة “اللويبدة” بقلم باسم سكجها

النص الكامل لـ “سمير الحياري” ضيف مجلة “اللويبدة” بقلم باسم سكجها

يبدو سمير الحياري من الخارج صعب الفهم، فهو الذي تدرّج في المناصب الصحافية، الرسمية وشبه الرسمية، من أوّل درجة وصولاً إلى آخرها، ومع ذلك فقد حمل "شبهة المعارضة”، وتعرّض إلى الكثير من المعوّقات، والمطبّات، ولكنّه حقّق في آخر الأمر ما حلم به منذ البداية: وكالة أخبار معترف بها محلياً وعربياً ودولياً… أمّا من الداخل، فالمعادلة سهلة الفهم، فقد رفض ذلك الشاب إلاّ أن يكون صاحب قرار نفسه، منذ سفره بنيّة الهجرة إلى اميركا، وعمله حارس بوابة في "مطعم بيرغر كينغ” قُبيل طلوع الفجر، ومع الصباح كان يذهب ليكمل دراسته اللغة الانجليزية، ولكنّ "الهجرة كانت سفرة”، لأنّ القدر سمح له بمنحة لدراسة الصحافة في السعودية. كان ذلك حلمه منذ البداية: أن يعمل في الصحافة، فقد بعث منذ صباه بمقالات إلى صحيفة "الرأي” ونشرت في صفحة بريد القراء، وشاء القدر له أن يكون في "الرأي” محرراً بعد تخرّجه، ليصل بعد ثلاثين سنة إلى رئاسة تحريرها… قد لا تكون "الرأي” بالنسبة له العلامة الفارقة الأبرز في حياته المهنية، مع أهميّتها الفائقة، ولكنّ "عمون” هي التي شكّلت حجر الأساس لكون سمير الحياري شخصية صحافية لا يشبهها أحد، ويشكّل تلك الشخصية التي يحسده عليها الكثيرون، مسجّلاً جملة مفيدة على سطور كتاب الصحافة الأردنية… في مرّة، في منتصف الثمانينيات، قدّمته باعتباره مشروع حنّا مينا الأردني، وراحت الأيام والأشهر والسنوات، حتّي بلغت هذه نحو الأربعين. كنّا في "الرأي”، وذلك مشهد لا أنساه: هو يُقدّم لي مجموعة أوراق، ويذهب، فأبدأ بالقراءة، وإذا بي أمام نصّ ذكّرني بالنص المبدع للروائي السوري العظيم "بقايا صور”… كان يتحدّث عن عُرس في السلط، بما تحمله هذه المناسبة من مشاعر، وكان صاحبنا يتذكّر معه أحداثاً، لا تغيب معها أية تفصيلة، وهكذا فقد كتبت تلك المقدمة التي ظلّت عالقة في ذاكرتي، وبعدها صرنا أصدقاء، ولم نتفارق سوى قليل، ولم نفترق سوى أقلّ… والآن، وبعد أن باعدت الكتابة عن صاحبنا كثيراً، فصار صانع إعلام، لا صائغ كلمات، مُبدعاً ورائداً في مجاله، أعود إلى ما كتبته حينها، فالخزانة ملأى بالذكريات، واللغة مليئة بالمفردات السهلة الممتنعة، كما كان حنا مينا في صوره الباقية… نترك لضيفنا أن يكتب عن نفسه، دون تدخّل منّآ سوى ببعض الأسئلة: الحياري بقلم الحياري… كانت طفولة معذبة .. كان الراحل الأغلى على قلبي: والدي أحمد الصالح، رحمه الله، إبن بطوطة زمانهi يحب التنقل والانتقال، من بيت مستاجر إلى آخر، ومن جبل إلى وادٍ .. لم لا؟ وهو الوكيل بالجيش العربي، الذي أمضى عسكريته بين نابلس والخليل والسلط وعمان .. بدأنا أوّلاً من حيّ المهاجرين العمّاني الأوّل، ثمّ الى الزرقاء، وبعدها في شارع الأمير محمد (وكان إسمه ش وادي السير)، وأيضاً إلى جبلي الحسين وعمان، حتى استقرّ بنا المطاف، في مسقط الرأس: السلط. درست في مدرسة العبدلية عند الدوار الأول، وهي التي خرّجت ذواتاً من البلد، ولعلّي أذكر منهم الرئيس نادر باشا الذهبي والوزير يوسف منصور وغيرهما كثيرون .. أكملت الابتدائية، واتجهنا صوب المنشية التي درسنا في مدرستها المختلطة "ام الفضل” سنة قبل الانتقال إلى الاعدادية والثانوية في مدرسة "التل”، مدرسة السلط الثانوية. هناك انخرطت في جماعة الاخوان المسلمين بالسلط مع اصحاب السماحة ابراهيم المسعود الخريسات وعماد ابودية ومروان الفاعوري وثلة من شباب المدينة. كنّا نؤدي صلاة الفجر في المسجد الصغير، ونقضي وقتًا من الليل في المقابر، حتى نتذكر آخرتنا، وحفظنا أجزاءً من المصحف الشريف والاحاديث النبوية التي لا تزال في الذاكرة محفوظة، والفضل بعد الله للجماعة فيها .. اذكر ان شقيقي ذات مساء صفعني حتى يردعني كي لا اذهب الى مقر الجماعة بشارع الميدان كون ذلك يسبب حرجًا له وهو العسكري في السلك واحتراما لتاريخ الوالد والاقارب من العسكر، ونصحني ان لا اكون حزبيا او منتميا لجماعة صنعتها بريطانيا كما كان يقول، وتهدف الى استغلالنا والقضاء على نظامنا المعتدل .. في التل تكونت ثقافتي الحقيقة، حيث خيرة الاساتذة ونخبة المدرسين .. حارس مرمى نظرا للضعف العضلي في ساقي اليسرى لم امارس الرياضة مثل جيلي، فكان خيار استاذ الرياضة دوما ان اكون "حارس المرمى” ، ويبدو انها ارادة الرب فقد امضيت عمري من "حارس المرمى” غصبًا الى "حارس البوابة” رغبًا وهو مصطلح اميركي يطلق على الصحفيين الذين يقومون بمهمة جمع الأخبار! قُطع لساني نصفين فقال "أبونورس”: سيصير لسانه شبرين! ذات ظهيرة، كنت أقود "البسكليت” أمام منزلنا في شارع وادي السير "الامير محمد”، وإذ بي أقع لى وجهي، حيث كنت جديدا ً على الصنعة، وكما يقال "اللي مش متعود عالبخور بـ..”، وفعلا ً قُطع لساني نصفين، فسارع عمنا الكبير ابو نورس القماز الخريسات نحو المستشفى الايطالي، وتمت معالجتي بـ”قطب” ظلت أياما ً وأسابيع في فمي، حتى أن والدتي، يرحمها الله: امون القاسم، بكت بكاء شديدا ظنا ً منها أنني لن أقوى على الكلام، وأن أصبح أخرس، فطمأنها أبو نورس قائلاً: "لا تخافي رح يعيش، ويصير لسانه شبرين، وممكن يصير صحفي او مذيع”.. وكأن على كلامه مَلَك، كما يقال بالعامية. المهم، في كل الرواية، اننا ما زلنا نتذكر الضرب عن الدرس الاول، أو الذي كنا نتلقاه حينما نتاخر الطابور الصباحي، ونتذكر الدراسة من باب المحكمة والمدرسة، إلى محراب الشارع والأدراج.. كان المصروف قروشا ً أو تعاريف لا أتذكر، فلا داعي لأكثر من ذلك، كما كان يقول الوالد رحمة الله عليه، فوجهة نظره ان لا مواصلات ولا افطار او وجبات خارج المنزل، الذي لم يكن يبعد عن المدرسة سوى "قَطعة” شارعين ومئة درجة! درج سينما الأردن وأعود إلى مدرسة العبدلية الحبيبة، فلا اتذكر أسماء المدرسين ورفاق الدراسة تماما، لكن ما فتح شهيتي مرّة، سؤال أخي ميسرة ملص لي إن كنت وإياه في صف واحد؟ ليتبين أنني أكبر منه سنا ً لا قيمة فهو، وإن زاد وزنه عني، سيبقى صديقا ً ومعلما ً في العمل السياسي والحزبي والجرأة ولعل افضل خبر افرحني ذات مرة حينما قرأت عن ترميم المدرسة وزيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله لها .. لكن ما ساءني ان تم وضع لوحة من وزارة التربية فوق اللوحة الام بدل الحفاظ على جمالها، وأتذكر أنّ نادر باشا الذهبي درس فيها أيضاً.. درج سينما الأردن سابقا ً فرساي حالياً، يذكرني مع صور المظلات التي غزت سماءه، هذه الايام، بسنوات الستينيات، والأيام الخوالي الجميلة، حيث زوايا شارع السينما نحو طلوع جبل عمان، قرب منزل رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم هاشم. والشوارع الصف، غرف البال في زالت ما المتعرجة، والادراج، والشجر، وموقف حافلات وادي السير، حيث كنا نسكن، قبل ان ننتقل إلى العبدلي وغيره من أحياء عمان، التي كان والدي، رحم الله روحه، يتنقل بنا فيها كل فترة، لأسباب مختلفة، أظنها وقتذاك. العبدلية، العسكرية بوظيفته تعلقتّ المدرسة، أفضل الذكريات عن أجمل أيام عمان، ولكن قبل الكتابة عنها أبدأ بالمهاجرين: كنّا ترعرعنا في المهاجرين وراس العين، لم لا ونحن أيضا ً مهاجرون من مدينتنا السلط إلى عمان ، وظلت الذكريات والقصص تلوح بالرأس، حتى انني مرة حدثت امين عمان عقل بلتاجي عن قصّة أحدهم حين سألني: ًكيف لك، وأنت من السلط، أن يتم تعيينك عضوا في مجلس أمانة عمان؟ فقلت للعمدة: أنظر من شباك مكتبك، أترى المنازل هناك؟ فقال: نعم! قلت له: هناك ولدت، وتربيت بين راس العين والمهاجرين، وبيوتها، وازقتها... اعتقد انها كانت اجابة شاملة للعضو الذي ذاب في ثيابه معتذرا عن سؤاله. ما علينا .. من معمل البلاط إلى نيويورك إلى: يسقط السادات! عملت في معمل بلاط ابن عمنا ابومازن العجل، وفي مصنع الادوية، وانهيت الثانوية، واعفيت من خدمة العلم، وتوجهت نحو نيويورك ثم شيكاغو ولم أبلغ الثامنة عشرة من العمر، فكانت الصدمة الحضارية والنقلة الجنونية من فوق مخبز وبقالة ابو عابد الى ساحات الاسياد والعبيد في الينوي.. هناك، عملت في "بيرجر كنج” ومخازن الاحبة الفحيصية في شيكاغو قبل ان أنتقل للدراسة الجامعية، فبدل ان أتعلم الانجليزية تعلّمت مع ارباب العمل والزملاء والزميلات العرب التمرّد والنضال، وكنّا وكأننا ذاهبون للجهاد والتبشير بلغة الدين والعروبة، ومارسنا كل انواع الضحك و”الفنطزة” وشاركنا في تظاهرات ضد كامب ديفيد وحملنا العلم الفلسطيني واللافتات المناهضة للعدو امام قنصلية تل ابيب، وتصدرت صورتي ذات صباح صحيفة شيكاغو الرئيسة وانا احمل يافطة "يسقط السادات .. يسقط بيغن” .. إلى السعودية وجهيمان وأسامة بن لادن ! بات الامر عند الاهل خطيرا، فاعادوني بعد عام الى جدة حيث الاغراء : منحة دراسية مجانية على نفقة الراحل الكبير الملك خالد بن عبد العزيز لدراسة ما اريد، حيث اخترت الاعلام بمعية ثلة من الاردنيين اغلبهم من محافظة معان التي بنيت فيها صداقات ما زالت تسكن في ذاكرتي للان وربما غذا ان طال عمرنا .. في اميركا عاصرت زملاء كانوا معجبين بالخميني فيحملون صوره في بيوتهم وجيوبهم، وفي جدة البعيدة عن مكة مسيرة ساعة، تابعت حادثة الحرم المكي والارهابي جهيمان، وشاركت بعواطفي المحبة لبلاد الحرمين .. في نهاية السبعينيات، كان في شعبة درسي بجامعة الملك عبدالعزيز طالب يدعى اسامة بن لادن .. ما غيره، زعيم ومؤسس تنظيم ولم يكن انذاك الا شابا ً بريئاً، لا يعرف إلا المسجد والدرس القاعدة، والعمرة والحج وفرائض الدين السمح. صديقنا إبن لادن كان طيب المعشر لم نلمس من صداقته إلا كل طيب: أخلاقه عالية، ومعشره يدل على أصالته، وتصرفاته لا تنم ّ عن شخص قد يكون يوما ً المطلوب الاول في العالم كإرهابي، وقائد لمجموعة تتحدث عنها وسائل الاعلام كافة. كان في شعبتنا، وإن كنا ندرس الصحافة وهم يدرسون الاقتصاد والادارة والتجارة: موسى الهزايمة وامين العمد، اللذان إتجها نحو المخابرات، وابراهيم الغرايبة الذي اتجه نحو عمل فكري آخر.. وكان في صفوفنا رفاق كثر ككمال العواملة ومحمد عطاالله المعاني، وثلة من أبناء معان الأبية، وغيرها من مناطق الاردن والسعودية واليمن وسوريا ولبنان ودول اخرى. لم نتنبه إلى حالة إبن لادن يوماً، ولم نسمع منه أبدا ً دعوة إلى قبل ذهابه إلى افغانستان، وحتى ظهرت "القاعدة”، وما آلت إليه جهاد، أمورها، وأصبح زميلنا في الدراسة الرقم الأهم في المجاهدين ضد الروس أولاً، ثم الامريكيين الذين قيل إنّهم صنعوه، ومجدوه، ودعموه، ثم حملوه وألقوه في اليم .. وكأننا امام مسرحية .. درست عند الداعية عبدالله عزام، وكان معنا في الجامعة من الاردن أيضاً العين اللواء مصطفى عبدربه البزايعة من سلك القوات المسلحة ورئيس بلدية معان اكرم كريشان ورئيس جمعية المستثمرين كمال عواملة وثلة من خيرة شباب الاردن وفلسطين وابرزهم المرحومان يعقوب ابوزينة ووائل الجعبري ونجداوي النجداوي ومشؤف المرموري وجهاد الباز.. دخلنا جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وهي افضل جامعة عربية حسب التقييم العالمي للجامعات وكانت الحافلات تنقلنا من الكليات الى القاعات والمسارح والمسجد والندوات وتوفر لنا وجبات الافطار والغذاء والعشاء والمواصلات والسكن والتذاكروراتبا شهريا لائقا .. محاول بعض الزملاء المجاهدين في افغانستان ضمنا لركبهم لكن بحمد الله كان وعينا اكبر.. الرأي وعبد الله النسور مارست العمل الصحفي منذ السنة الاولى في الصحافة مع صحف الشرق الاوسط وعكاظ مجلة المنار ومجلة المجلة وسيدتي والرجل الى تعينت في الراي متدربا ثم مندوبا فمحررا فرئيس قسم ومدير تحرير ومساعدا لرئيس التحرير ومستشارا ثم رئيسا لمجلس الادارة ورئيسا للتحرير الى ان ثار المحررون على حكومة عبدالله النسور الذي خيرني بين الوقوف ضدهم او مغادرة الصحيفة فانحزت لزملائي الذين قدروا موقفي ودفعت ثمن ذلك انا وصديقي سميح المعايطة بأن غادرنا الموقع بامر السيد الرئيس.. عمون خلال عملي في الراي اسست وصديقي باسل العكور صحيفة عمون الالكترونية التي كانت تعد الاولى في الاردن وعاندنا الحكومات واغلقت عدة مرات مما ساعدها ذلك شعبية وقراءة اعلى .. كان اصدقائي الكثر ممن ساندونا وعلى راسهم ناشر اللويبدة الصديق الصدوق باسم سكجها الذي عملت تحت امرة والده الفقيد ابراهيم سكجها حيث كان رئيسا للتحرير والفقيد الكبير محمود الكايد الرئيس المسؤول والشريك فيها برفقة سليمان عرار وجمعة حماد ورجا العيسى ومحمد العمد .. وتزاملت مع اساتذة كبار لا يتسع المجال لذكرهم .. لكن اذكران مجلس ادارتي للراي ضم ثلاثة وزراء اعلام سابقين نصوح المجالي وعلي العايد وصالح القلاب الذي اختار الاستقالة! تجربة عمون عميقة وطويلة تحتاج لفصول اخرى ان سمح ابا ابراهيم لنا سردها في عدد اخر.. شغلت خلال سني الراي موقع نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون برئاسة الصديق مصطفى الحمارنة وعضوية مجلس نقابة الصحفيين الاردنيين ومجلس امانة عمان برئاسة نضال الحديد.. محطات صعبة وهناك محطات في حياتي احدثت فرقا لعل اولها وفاة والدي وانا في العاشرة من عمري، ثم ابني البكر اسامة الذي شكل لشريكتي اليافاوية ام اسامة صدمة كبيرة، لم لا ونحن نودعه وهو ذاهب لمشاهدة نتيجة التوجيهي وعاد راحلا الى ربه في الثامنة عشرة من عمره مع رفاقه الثلاثة.. لعل وفاة والدتي كانت حدثا قدريا طبيعيا فقد بلغت التسعين وتوفيت ليلة القدر فهي امراة صالحة ربتنا على الايمان والتقوى رغم انها امية وبقيت ارملة نصف قرن من الزمان لم تغادر موطنها السلط الا بزيارات خاطفة لنا وكانت تتثاقل النوم في غير بيتها بوادي الريح بالسلط .. لعل ابرز محطة في حياتي بعد نجاحاتي في الراي كانت عمون فعندما اسستها كنت اتقاسم وشريكي الاخ باسل فاتورة المقهى الذي انطلقنا منه "المواردي” بالرابية حتى افترقنا بالمحبة والتفاهم فاسس موقعا مهنيا ناجحا وبقيت وحيدا في عمون التي حافظت على صدارتها بين الصحف الالكترونية واستقطبت كل الكتابات الممنوعة في الجرائد الورقية ما سبب حرجا لنا في علاقتنا مع حكومات متعاقبة فما زلت اذكر كيف غابت عمون عن الشاشة بسبب قرصنة مبرمجة الى ان فك التسلط الحكومي علينا جلالة الملك الذي انتصر للحرية مقابل مرحلة الشد التي مارسها اشخاص ظنوا انهم سينتصرون لكن صوت الحكمة والوعي سيطر اخيرا . يقول صديق ان عمون ولدت قبل ان اولد ظنا منه ان الفكرة ظلت في راسي منذ الولادة وهي حقيقة بالغة الدقة فكان حلمي ان انشيء وكالة انباء خاصة منذ زمن بعيد لان الوكالات الحكومية تقليدية ومحكومة بما تراه الحكومة وحدودها وسقفها لا يتعدى رغبات وزير الاعلام.. عاصرنا حكومات وما نزال يسرب وزراء فيها اخبارا ضد بعضهم البعض ورفعت علينا خلال العشرين عاما من عمر عمون عشرات القضايا ولعل المضحك المبكي ان القضايا التي رفعها علينا معارضون نالوا حقهم وخسرنا قضايانا امامهم.. قصّة لقب "الباشا”، الذي لا أحبه! بعد التخرج عدت إلى عمان، وبدأت في "الراي”، وأطلق علي أحد الاصدقاء لقب الـ”باشا”، وهو اللقب الاسوأ بالنسبة الي، ولم أحب يوما ً ان يناديني أي صديق بـ”الباشا”، لانني لست كذلك أولاً، ولأن اللقب لا أستحقه ابداً، ولم أخدم يوما ً في السلك العسكري، وإن كانت أمنيتي أن أتشرف في العمل بذلك، لكن ارادة الله وعنايته، كانت السبب. ذات مرة كنا وسميح باشا بينو في جلسة فناداني أحدهم باللقب .. غضب الباشا بينو وقال أبو ماهر: "يا أخي انت باشا تايوان يعني تقليد، أما نحن فأصلاء”، رضيت بباشويتي التايوانية، وتركت الاصلية اليابانية لغيري، حتى انهيت عملي بـ”الراي” وكانت حكاية اخرى. تلقيت يومها، يوم مغادرتي "الرأي”، في 1/6/2015 دعوة من الحكومة التايوانية لزيارة تايبيه العاصمة لعشرة ايام .. وحينما كانت تردني مكالمة مجاملة من عمان، كنت اقول لمحدثي يا أخي أنا الآن في موطني حيث جئت الى تايبيه لتجديد "الباشوية” التي أحمل، تاركا ً لكم "الباشوية” الأصلية، فاتركوني أستمتع بما انا فيه وحلّوا عني .. وأخيراً... نهاية القول إن الدنيا تمر أيامها وسنواتها، وتبقى الذكريات الجميلة، والطيبة، سواء كانت مع المطلوب الاول الشيخ اسامة بن لادن، أم مع "الراي” و”الباشوية التايوانية” ! .. والأجمل من ذلك كله أنك تعرف بعد كل هذا العمر، من هو الصديق، ومن البغيض، وما صاحب هذا العمل الابداعي والاعلامي الرفيع باسم ابراهيم سكجها الا الصديق الاوفى، ابن استاذنا ومعلمنا الاول يرحمه الله ويدخله الجنة. ومن مقابلاتي الصحفية الشهيرة والمطولة كانت مع جلالة الملك ثم الرؤساء فايز الطراونة وعبدالرؤوف الروابدة ومعروف البخيت وسمير الرفاعي وهاني الملقي وقد رافقت جلالة الملك في زياراته للولايات المتحدة الأميركية اكثر من مرة وللسعودية وقطر وفرنسا وروسيا ورافقت سمو الامير الحسن الى لندن وكلها بصفتي صحفيًا او رئيس تحرير.

الروابط المباشرة للعدد:

https://www.alweibdeh.com/wp-content/uploads/2022/09/issue-71.pdf?fbclid=IwAR2bAPHzyAvK5dRgY1EzgIQObQyaJc4uVRXfZMujlp6JIzTmdG4BmWEfprw

http://jorday.net/media/files/issue%2071.pdf