شريط الأخبار
فوز هيئة ادارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية بالتزكية محافظ العاصمة يفرج بالكفالة عن 17 موقوفا من "اعتصامات السفارة" منصور: مركز الحسين للسرطان سيفتتح فرعا بالعقبة مطلع العام المقبل جثة ميت امام موظفي البنك لنيل قرض بنكي معروف: الف مفقود مجهول المصير يخلفه احتلال وتدمير الشفاء الطبي توقيف موظف جمارك بتهمة الاختلاس ألبانيز تخاطب الضمير العالمي.. وتوثق بالأدلة جريمة الإبادة في غزة كباتن التطبيقات الذكية يلوحون بالاحتجاج "مكافحة المخدرات": القبض على متورطين بتجارة وزراعة وتهريب المخدرات "المركزي": الاعفاء من مخالفات السير لا يلغي خصم التامين مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية اردني يقتل زوجه ابيه لقناعته بتحريضها والده ضده جدل حول دستورية فصل الحزب لنائبه.. ونوفان العجارمة يؤيد عدم الدستورية في بلد عدد عزابه 2.8 مليون.. لماذا يتزوجون؟! (2-1) "الأونروا": لا تغيير بحجم مساعدات غزة وقنابل غير منفجرة داخل مدارس الصفدي: حملة اسرائيل ضد الاونروا تاتي لقتل قضية اللاجئين الفلسطينيين ريال مدريد يتاهل لنصف دوري اوروبا بالركلات الترجيحية طقس دافيء حتى الاحد البنك الدولي: ارتفاع أسعار الأغذية في الأردن بنسبة 1.5% العجارمة: حرمان 1600 طالب من امتحانات التوجيهي بسبب “الغياب”

د. محمد علي النجار يكتب:

المزيد من التسويق والإعلان للندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية!!

المزيد من التسويق والإعلان للندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية!!

د. محمد علي النجار

ليس سرًا أنَّ الندواتِ الثقافيةَ ، أو الأمسياتِ الشعريةَ ، تُعدُّ من أفقر الأنشطةِ حضورًا وجمهورًا ، ليس في منتدياتنا أو جمعياتنا ، أو هيئاتنا الثقافية الأردنية ، بل على امتداد الساحات الثقافية العربية ، وهي ظاهرةٌ عامة ، تحتاج إلى الوقوف أمامها ... وليس صعبًا إيجادُ الحلول المناسبة لها ، فكثيرًا ما تُقام مثل هذه الأنشطةُ دون الترويج لها ، أو الإعلان عنها قبل تنظيمها ، ولهذا غالبًا ما تصافحُ أعينَنا العبارةُ الكلاسيكية: "وحضرَ الأمسيةَ نخبةٌ من الشعراء ، والأدباء ، والمثقفين" ، فإذا تَمعنّا في الصور المصاحبة للنشاط الثقافي ، وجدنا هذه النخبةَ تتجاوز – غالبًا – عدد أصابع اليدين بقليل ، بمن فيهم المشاركون ، وأهل الدار ، والمنظمون لهذه الأمسية!!.

وكثيرًا ما كنت أذهب لحضور أمسية شعرية ، أو محاضرة ثقافية ، رغم انشغالي وضيق وقتي ، ليس بحثًا عن فائدة من محاضرة ، أو متعة في قصيدة شعرية ، فهما تحصيل حاصل ، وإنما كانت مشاركتي بالحضور ؛ رأفة بالشاعر ، أو المحاضر ، أو الأديب ؛ لأكون رقمًا يضاف إلى عدد الحضور .. وكثيرًا ما كنت أشعر بالإحراج ، لتواضع هذا العدد أمام شاعر مبدع ، أو أديب مشهور ، يستحق أن تمتلئ القاعة من أجله بالحضور.

ولهذا السبب كنت أتردد كثيرًا ، في قبول أي دعوة للمشاركة في أنشطة ثقافية ، أعرف مسبقًا عزوف الجمهور بكل أسف عنها ، إذ ليس من السهل أن ينفق المرء ساعات في الإعداد لمحاضرة ، أو الاستعداد لأمسية أدبية ، ويفاجأ - لا أقول بجمهور بل - بأفراد قليلين ، نصفهم من المنظمين ، والمقدمين ، والإداريين ، والبقية من الأهل أو الأصدقاء المقربين ..

لا أدري إن كانت الموازين قد انقلبت ، أو هي من أصلها مقلوبة .. أتذكر أستاذي المحبب إلي الدكتور نصرت عبد الرحمن - رحمه الله - صاحب الرأس المكتنز بالمعرفة ، الذي كان يمتلك عقلية فذة ، كنت - وأنا طالب - أشفق عليه حين أراه ينزل من سيارة الأجرة ، وهو يحمل حقيبته المملوءة علمًا ، تتأرجح في يده إلى أن يصل مكتبه ، فتمر أمام مخيلتي صور لأناس يفتقرون للعلم والمعرفة ، عندما تراهم تقول: أين الثرى من الثريا؟ الواحد منهم لا أقول يشتري سيارة ، بل ربما يشتري رقم سيارة بمبلغ يعادل أضعاف رواتبه التي تقاضاها - رحمه الله - طوال خدمته للعلم في الجامعة.

وعندما ترى مجموع الأشخاص في محاضرة علمية أو ثقافية ، لا يتجاوز عشرين (فردًا) تعجب من أعداد الجماهير التي تعد بالآلاف ، وقد تصل في حالات إلى عشرين ألفًا ، وستين ألفًا يهتفون ويصفقون .. ليس في المسجد الأقصى .. بل لمطربهم المحبوب ، الذي يمتلك البضاعة الدارجة في هذا الزمان .. ولكم الله يا أصحاب العقول: أيها العلماء ، والمثقفون ، والأدباء ، والشعراء والمبدعون.

ما دعاني لكتابة هذه السطور خبران ثقافيان ، قرأتهما في الزميلة عمون خلال هذا الأسبوع.

الأول: أمسية شعرية ستقام في منتدى السلط الثقافي ، بالتعاون مع مديرية ثقافة البلقاء ، والشاهد في الخبر ، أن الإعلان عن الأمسية جاء قبل إقامتها بخمسة أيام ، وهو فعل إيجابي مطلوب ، في وقت ندر أن أعلنت جهة ما ، عن إقامة أي نشاط ثقافي قبل تنظيمه ، إذ طالما أعلن عن مثل هذه الأنشطة - الأدبية والثقافية - بعد انتهائها ، من خلال خبر بصيغة الماضي .. مما يحرم هذه الفعاليات المزيد من الحضور ، سواء من الأصدقاء ، أو المقربين ، أو من المهتمين ، ومحبي الثقافة والمعرفة ، ومتذوقي الأدب.

الثاني: خبر بصيغة الماضي عن إقامة اتحاد المؤرخين ... وبالتعاون مع منتدى ياجوز الثقافي ، ومع وزارة الثقافة ، ومع الجامعة الهاشمية ، وبمشاركة مؤسسات ، وجمعيات ، ومنتديات ثقافية!! .. وفي مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في محافظة الزرقاء ، إقامة ما وصف بندوة عمل ثقافية ، والحقيقة أن ما عرضه الخبر من فعاليات ، وكلمات ، واقتراحات ، وأمنيات ، ومناقشات ، وتنوع خبرات المتحدثين ومكانتهم ، يستحق أن يعلن عن الندوة قبل إقامتها ؛ ليتسنى للمهتمين ، وذوي العلاقة حضورها ، مما يؤدي إلى إثراء الموضوعات المطروحة خلالها .. لكن بكل أسف ، كم من ندوة ، أو محاضرة ، أو أمسية أقيمت لخاصة الخاصة ، دون إعلام العامة أو الجمهور بها!!.

كل الجهود على الساحة الثقافية مقدرة ومشكورة ، وللحريصين على النهوض بالمشهد الثقافي الأردني ألف تحية ، وإن كان هذا النشاط بحاجة لمزيد من التخطيط ، وبعض التنظيم ، لإعطاء الأدب والأديب ما يستحقانه من الاحترام والتقدير ، وحبذا لو تطوع فرد في هذه المؤسسة الثقافية أو تلك ، تحت مسمى العلاقات العامة ، أو المندوب الإعلامي ، بالتواصل مع وسائل الإعلام بأنواعها ، للإعلان مسبقًا عن الأنشطة الثقافية ، والترويج لها ، والتواصل مع النوادي ، والجمعيات الثقافية الأخري ، ودعوتها لحضور أنشطتها ، والتنسيق والتعاون فيما بينها ، لخدمة الأدب والأدباء والثقافة والمثقفين .... وإلى لقاء.