شريط الأخبار
تفاصيل صادمة.. وحش بشري يختطف رضيعة ويقتلها بعد اغتصابها الاحتلال يزعم احباطه لتهريب مخدرات للاردن الحج لا يسلم من النصابين: تحذير سعودي من مكاتب وحملات وهمية الوزير النازي بن غفير يتعرض لحادث سير وفاة خمسيني بالكرك بعيار ناري انطلق خطا من سلاحه مصر تقدم اكسير حياة لصفقة غزة.. المؤسسة الاسرائيلية الامنية تؤيد ونتنياهو يرفض تراجع الكتلة الهوائية الحارة.. واجواء غير مستقرة حتى الاثنين قتل شخص دهسا جراء خلافات بعمان الاردنيون يواصلون بالمحافظات احتجاجاتهم على جرائم الابادة بغزة مكتب سياسي جديد لحزب العمال للمشاركة بالانتخابات النيابية نتنياهو بضحي بالمخطوفين الاسرائيليين على مذبح حكمه الهيئة العامة للصحفيين ترفض احالة ملف مخالفات "مفترضة" للقضاء "صحة غزة" تشكر المستشفى التخصصي لدعمه بالمستلزمات الطبية فيديو "الديموقراطي الاجتماعي الدولي" يعقد في عمان مؤتمرًا حول القضية الفلسطينية ادانة رئيس لجنة زكاة بالتزوير واساءة الائتمان لاستيلائه على 400 الف دينار حزب إرادة: حصدنا رئاسة تسع مجالس محافظات من أصل 12 توجه لتعيين القاضية السابقة الحمود رئيسة للجنة الدائرة الانتخابية العامة تقدير موقف | هل نجحت أميركا بكبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟ وفاة 3 اشخاص بحادث سير بوادي موسى هاليفي ورئيس الشاباك بالقاهرة.. هل رضخت مصر لخطط اسرائيل باجتياح رفح؟!

د. محمد علي النجار يكتب:

كورونا تطل برأسها ... من المسؤول؟!

كورونا تطل برأسها ... من المسؤول؟!
هل نحن أمام موجة جديدة من كورونا ؟! سؤال يعيدنا لإرهاصات هذه المرحلة التي نحن بصددها ، إذ لم يعد الوضع الوبائي اليوم في الأردن ، كما كان عليه قبل عيد الأضحى ، فلعل العيد بفعالياته الاجتماعية ، وما سبقه من إقبال جماعي عفوي على الأسواق ، والذي تزامن مع زيادة عدد ساعات التجول ، لعله رسم منحى جديدًا للوباء ، فكان من السهل على المراقب - وقتها - أن يتوقع في ضوء ذلك حتمية تغير الوضع الوبائي في الأردن ، وللحق فمن يومها وإلى يومنا هذا ، ونحن نلحظ ارتفاعًا نسبيًا في عدد الإصابات ، وإن كانت هذه الأعداد تحافظ على مستواها المتذبذب صعودًا وهبوطًا. 
وفي نظرة سريعة على الوضع الصحي منذ بداية كورونا إلى الآن ، نستطيع القول: إن الأردن الرسمي استطاع أن يحقق نجاحات في مضمار التصدي لهذا الفيروس منذ أيامه الأولى ، ابتداءً من إغلاق المطار، وحتى الإصابات (صفر) ،  فضُرب بنا المثل ، وصار الأردن قدوة للآخرين، فكان هذا فخرًا لنا ، ولمنظومتنا الصحية ، ولكن وبكل أسف ، لم يستمر هذا النجاح الذي لم يكن تحقيقه سهلاً ، بل كلف الدولة الكثير من الجهد والوقت والمال. 
إن نجاح الأردن الرسمي – وقتها - لم يقابل بالوعي المطلوب ، والإحساس بالمسؤولية ، والشعور بخطورة الموقف من قبل شرائح متعددة في المجتمع الأردني ، فكان موقف كثير من المواطنين سلبيًا ، ابتداءً من إنكارهم وجود الوباء ، وعدم التزامهم بالتعليمات ، وإهمالهم لتطبيق إجراءات السلامة التي وضعتها وزارة الصحة ، أو خلية الأزمة ، حيث ساهم بعض الأفراد الذين لم يلتزموا بالإجراءات ، وضربوا بعرض الحائط الأوامر والتوجيهات ، ساهموا بصورة مباشرة في انتشار الفيروس ، عندما تنقلوا – بصورة مخالفة - من قرية لمدينة ، ومن مدينة لمحافظة ، ومن محافظة لأخرى ، وفتحوا بيوت العزاء ، وأقاموا الولائم والأعراس المخالفة للقوانين ، فنقلوا معهم الوباء ، ونشروه أينما ذهبوا وحلوا!! ، صحيح أن الحكومة تتحمل جزءًا من المسؤولية عن انتشار الفيروس لعدة أشهر ، بسبب استهتار نفرٍ من الموظفين المؤتمنين ، وعدم تقديرهم للنتائج ، مما أدى إلى تردي الوضع ، وتراجع النجاحات ، إلا أن هؤلاء الموظفين هم – أيضًا - شريحة من شرائح المجتمع ، المولع بالمحافظة على العادات والتقاليد ، والعلاقات الاجتماعية التي فقدنا بسببها في تلك الظروف الكثير من الأعزاء.
ومن هنا وبسبب هذه السلوكات عادت كورونا ، وانتشرت بشكل كبير في الأردن ، وكان لا بد من إجراءات حازمة ، وكان لا بد وقتها من الكي ، فكانت الإغلاقات التي أضرت بالجميع، ولكنها آتت ـ بعد يأس ـ أُكلها بعد شهور من الصبر والتحمل والجهود الجبارة ، والتنسيق الإيجابي الفاعل بين الجهات المعنية. وانتصر الأردن ثانية في الحد من انتشار الفيروس ، ولكن يبدو أننا لم نتعلم من الدروس ، لقد كان لتحسن الوضع الصحي ، الأثر السلبي الذي تمثل في شعور الكثيرين بأن الوضع أصبح آمنًا ومستقرًا ، وأن المياه عادت إلى مجاريها ، فرأينا حالات الاسترخاء ، واللامبالاة من الجمهور، فلا الكمامات مستعملة ، ولا التباعد الاجتماعي مطبق ، وكأن شيئًا لم يكن ، فاستمرت الإصابات بين مد وجزر ، في وقت كان بالإمكان تحقيق إنجازات أفضل ، لو تعاون الجمهور مع الإجراءات الحكومية ، ولكن لا حياة لمن تنادي.     
في الشوارع والطرقات والسيارات ... في الأسواق والمتاجر والمخابز والمحلات ... في المساجد والتجمعات ... في الحفلات واللقاءات والزيارات ... في كل مكان ، لم نلحظ التزامًا بإجراءات السلامة ، وأقلها ارتداء الكمامة ، لقد كان الله لطيفًا بعباده ، حتى جاء العيد ، وموسم البيع والشراء ، فكان الازدحام دون ضوابط ، وهنا لا داعي لأنْ نخدع أنفسنا ، فتلك الزحمة هي التي كانت مدخلاً لمزيد من الإصابات ، وبداية لارتفاع أعدادها ، وزيادة في عدد الوفيات ، وقد زاد الطين بلة ، القرار الذي كان لا بد منه بعد أكثر من ثمانية عشر شهرًا من الإغلاقات ، والقاضي بإعادة فتح القطاعات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية. 
ولم يمثل هذا القرار مشكلة بحد ذاته، بل تمثلت المشكلة في التطبيق على أرض الواقع ، والعودة مرة أخرى إلى الإمعان في اللامبالاة من الجمهور ، وكأن كورونا اكتفت من أجساد الأردنيين وأرواحهم ، فتركتهم ، وغادرت الأردن بسلام!! .. 
لم تكتفِ كورونا بما سبق ، حتى كان ما كان من التقارب ، والازدحام والتزاحم أمام وداخل المدرج الروماني لعشاق الطرب خلال فعاليات مهرجان جرش ، والفيروس بالطبع لا يعرف ، ولا يميز بين إن كان المهرجان حرامًا أو كان حلالاً!! ولكنه يعرف أن الازدحام هو لعبته والتجمعات مسرحه .. ثم كانت التظاهرة الثقافية في معرض الكتاب التي ربما كانت أقل خطورة ، كونها أقل ازدحامًا ، وأكثر تباعدًا. 
الجهات ذات الاختصاص لم تقصر في سن القوانين ، وتحديد الإجراءات ، ومتابعة التنفيذ ، وتطبيق الحملات التفتيشية الإرشادية ، إلا أن ذلك يبدو - إلى الآن - ليس كافيًا لإقناع كثيرين من المواطنين بضرورة التعاون مع الجهات المختصة ، لحماية الفرد فالأسرة فالمجتمع فالوطن من انتشار فيروس كورونا بمتحوراته المتلاحقة!!.
وَعَوْدًا على بدء نقول: إننا ما زلنا في المربع الأول مع كورونا رغم كل الجهود التي بذلت ، فقد كان الكثيرون في بداية الجائحة ، ينكرون وجود الفيروس ، حتى أصيب بعضهم ، وفقدوا بعضًا ممن حولهم  ، ليقتنعوا بعدها بوجود الخطر ، وبالرغم من ذلك ما زالت الغالبية من الناس – حتى هذه اللحظة – تتعامل مع الواقع بكثير من اللامبالاة ، وقد يتحمل الجمهور شيئًا من المسؤولية عن هذا الإهمال ، ولكنني – شخصيًا – أحمّل نظامنا الإعلامي والصحي مسؤولية أكبر ، لتقصيره الشديد في التوعية الصحية ، إلى جانب مؤسستنا الدينية ؛ إذ لا يعقل أن نرى خطيب الجمعة لعدة أسابيع لا ينبه المصلين لخطر تفشي الفيروس بينهم ، ولا يذكرهم بضرورة اتباع إجراءات السلامة ، وأقلها ارتداء الكمامة ، بل نرى الخطيب نفسه لا يحرص على تطبيق هذه الإجراءات ، ولا يستخدم الكمامة باعتباره قدوة للآخرين!!!.
من الخطأ أن نغض الطرف ، أو ندس رؤوسنا في الرمال ، فالوضع الصحي بسبب كورونا في دول الجوار ينذر بالخطر ، وأعداد الإصابات عندهم في أوجها ، وقد لا نكون في منأى عنهم. 
أما الوضع الصحي في الأردن - ورغم الاستقرار في أعداد الإصابات والوفيات ـ فإننا نستطيع وصفه بإنه غير مريح ، وإذا لم تقم مؤسساتنا المعنية لا أقول بحملة ، بل بهجمة توعوية واسعة فاعلة مخطط لها جيدًا ، وإن لم يلتزم الجمهور ، ويتعاون مع المؤسسات المعنية ، ويطبق الإجراءات الوقائية ، فإننا مقبلون – لا سمح الله – على وضع صحي خطير ، لا يختلف كثيرًا عن وضع ما قبل إعادة فتح القطاعات الاقتصادية ... وقتها لا نستبعد أن يتم اتخاذ إجراءات حكومية قاسية ، وعندها لا يحق لنا أن نلوم أحدًا ، بل ما علينا إلا أن نلوم أنفسنا على تقصيرنا وإهمالنا... قد نشعر بالندم على ما فرطنا ، ولكن يومها لن  ينفع الندم.