شريط الأخبار
مهرجان جرش يحذر من جهات غير رسمية تبيع التذاكر العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية يعبر بثقة نحو المستقبل ابو غزالة يكشف تفاصيل سرقته: 6 مجرمين محترفين سرقوا مليوني دينار المحكمة الدستورية تقضي بعدم دستورية نقابة المعلمين ضربات إسرائيلية جديدة قرب دمشق وواشنطن تدعو الحكومة السورية لسحب قواتها من منطقة النزاع أمانة عمان تواصل استقبال مشاركات جائزة حبيب الزيودي للأدب دروز السويداء: نحن نباد.. وحكومة الجولاني تستعد للنفير العام واسرائيل تستغل الفرصة الاحتلال الإسرائيلي يقصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع بدمشق واستعداد إسرائيلي لـ"عدة أيام قتال في سوريا" طارق خوري: الكيان الصهيوني لا يقصف بسوريا عبثًا… بل ضمن ترتيبات مدروسة. بنك الاتحاد.. قرارات إدارية لتطوير العمل تصعيد دموي في السويداء، وسط اجتياح فصائل سلطوية وأخرى منفلتة وقصف إسرائيلي ومحاولات تهدئة هشّة وكالة بترا: التحقيقات بأموال الجماعة المحظورة تكشف جمع 30 مليون دينار بشكل غير قانوني بنك الاتحاد.. "ابو خضرا" و "لينا جردانه" الى مجلس الادارة وتعيين "منتصر دواس" رئيسا تنفيذيا مستوطنون يعتدون على قوافل مساعدات الاردن لغزة.. و"الخيرية الهاشمية": مواصلون لارسال المساعدات ادانة موظفين في بلدية ناعور بتهم الاختلاس وغسل الأموال إعلام عبري: مقتل جنديين وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة ومحاولة أسر بعملية للمقاومة ولي العهد في يوم تدريبي على رمايات الأسلحة المتوسطة (فيديو) رحيل الصحفية والحقوقية كندة حتر بالمانيا الوسطاء يتحركون لسد الفجوات بين إسرائيل و”حماس”.. وعشرات الشهداء بمجازر جديدة بغزة عشرات القتلى في اشتباكات السويداء السورية وقوات الداخلية توجهت للمنطقة لفض الاشتباكات

بصحبة قضية النائب

في الوعي.. واحتكار البطولة

في الوعي.. واحتكار البطولة

تتجاوز قضية تجميد عضوية النائب أسامة العجارمة، وتطوراتها المتلاحقة، الأبعاد القانونية والدستورية والأمنية المرافقة، فـ "الشوق الشعبي" للبطل والبطولة، بغض النظر عن مضمونه ومحتواها، هو جوهر ما شهدته البلاد في الأيام الأخيرة.

 

في قضية النائب، الذي ننحاز له في "جزء منها" ونقف على طرف نقيض من "تطوراتها الكثيرة"، نمتثل احتراماً للحاضنة الشعبية، التي طوّقته وانتصرت له، ونراها محقّة تماماً في رغبتها الجامحة بالدفاع عن إرادتها ومن يمثلها، لكننا أيضاً نختلف معها في "آلياتها".

 

الأعمق، وربما الأخطر، من هذا كلّه، هو الشوق الشعبي لصناعة الرموز والأبطال، وهو ما ظهر جلياً، مرات عدة، في الخروج على المؤسسة الرسمية، وتحديها بشكل صارخ.

 

المؤسسة الرسمية احتكرت صناعة البطل والبطولة في بلادنا، لكن باحتكارها اختصرت الأمر في "نخبٍ معزولة ومحظية"، لا شعبية لها، تنتجها ضمن قوالب وصيغ ثابتة، ومحتوى ركيك، في محاولة للحفاظ على رتم معين من الأداء، ومستوى متدنٍ من التأثير الشعبي في مجريات البلاد ومستقبلها.

 

الاحتكار، الذي أفلح طويلاً، فرّخ "نخبة متشابهة"، إلا من قليل، تلتقي مصلحياً مع قيم المؤسسة، التي فسدت وتمردت على الشعب، رغم أنه مصدر السلطات وصاحبها الشرعي، وتجذرت إلى الحد الذي باتت فيه قادرة على تزييف جزء من الوعي الشعبي، المستند إلى الإيمان العميق بالحق في إنتاج قياداته ورموزه وأبطاله وبطولاته.

 

ما شهدته البلاد، وقد يتكرر بتعاقب أسرع، جاء نتيجة لـ:

1- تزييف الإرادة الشعبية بالقوانين الناظمة للحياة العامة، التي ترتكز - فقهاً وممارسة – على إضعاف فرص ظهور رموز وقيادات شعبية واعية وعابرة لـ "تقسيمات الإخفاق الوطني".

2- التغييب المتعمد، ولا أريد القول بـ "الوأد المبكر"، لخيارات الشعب الواعية، التي بالكاد يستطيع بعضها تجاوز أدوات المؤسسة الرسمية في تزييف الإرادة الشعبية.

 

تراهن المؤسسة الرسمية عموماً، وفي مشهد الأحداث الأخيرة، على "تعميق الشك" بالوعي الشعبي، وبمدى قدرته على إنتاج قيادات ورموز واعية، لديها رؤية، ووجهة نظر معتبرة، وهو رهان تديره عقول من عهد غابر، منفصلة عن الأردنيين، لا تعرفهم، ولا تدرك عمق التغيير الذي أصابهم.

 

الأردنيون اليوم يريدون، بشكل صريح لا يقبل التأويل، صناعة رموزهم وأبطالهم، من سياق وعيهم، ودون وصاية أحد، وسيجدون أنفسهم في مراجعة دائمة لخياراتهم إن لم ترتق لما يتطلعون إليه.

 

وعودة إلى بدء، المواقف المتعددة والمتباينة، في قضية النائب، لم تكن مساساً بالدولة وهيبتها، فنحن الدولة ونحن هيبتها، بل رفض صريح لفقه الوصاية، واحتجاج على احتكار صناعة الرموز والأبطال.

 

للتعليق على المقال والتواصل مع الكاتب:اضغط هنا