شريط الأخبار
فريق مصري يدخل غزة للبحث عن جثث الاسرائيليين العيسوي: الأردن يمضي في "معركة التحديث" لترسيخ دولة الشفافية وكفاءة المؤسسات الأونروا: مواد الإيواء والشتاء موجودة بمخازننا في الأردن ومصر وتحظر اسرائيل دخولها لغزة "هيومن رايتس" تدعو إسرائيل للامتثال لقرارات "العدل الدولية" وادخال المساعدات لغزة "التمييز" تنقض الحكم بإدانة وحبس نائب الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة بالونات موجهة المومني: الاردن لن يرسل قوات الى قطاع غزة الملك يفتتح الدورة العادية الثانية لمجلس الامة غدا "بي بي سي": الاحتلال يسيطر على مناطق في غزة أوسع مما ينص عليه الاتفاق اليونيسف: انهيار تام للتعليم في غزة وجيل كامل مهدد بالضياع الحملة الأردنية توزع 850 طردًا غذائيًا في دير البلح (فيديو) أنجلينا جولي تخطط لإنشاء قرية متكاملة لرعاية الأيتام في غزة اعتبارا من الاحد.. السماح بدخول 5 تنكات زيت للعائلة من فلسطين للاردن اتفاق فلسطيني داخلي على تشكيل لجنة مؤقتة من غزة لإدارة القطاع.. وضرورة تفعيل منظمة التحرير العيسوي: الملك يقود تنسيقا سياسيا وإنسانيا لتثبيت وقف العدوان على غزة وتكثيف جهود الإغاثة والإعمار “حماس” متفائلة بالحوارات الفلسطينية بالقاهرة: وضع خطوات عملية للمرحلة المقبلة باتفاق غزة روبيو: حماس لن تشارك في إدارة غزة و"الأونروا" لن تؤدي أي دور في القطاع واشنطن توافق على طلب إسرائيل عدم نشر جنود أتراك في غزة الولايات المتحدة واسرائيل تخططان لتقسيم قطاع غزة لمنطقتين يبتلعهما بالنهاية الاحتلال الأمن العام: ضبط 1.3 مليون درهم جديدة بقضية نجاح المساعيد

بصحبة قضية النائب

في الوعي.. واحتكار البطولة

في الوعي.. واحتكار البطولة

تتجاوز قضية تجميد عضوية النائب أسامة العجارمة، وتطوراتها المتلاحقة، الأبعاد القانونية والدستورية والأمنية المرافقة، فـ "الشوق الشعبي" للبطل والبطولة، بغض النظر عن مضمونه ومحتواها، هو جوهر ما شهدته البلاد في الأيام الأخيرة.

 

في قضية النائب، الذي ننحاز له في "جزء منها" ونقف على طرف نقيض من "تطوراتها الكثيرة"، نمتثل احتراماً للحاضنة الشعبية، التي طوّقته وانتصرت له، ونراها محقّة تماماً في رغبتها الجامحة بالدفاع عن إرادتها ومن يمثلها، لكننا أيضاً نختلف معها في "آلياتها".

 

الأعمق، وربما الأخطر، من هذا كلّه، هو الشوق الشعبي لصناعة الرموز والأبطال، وهو ما ظهر جلياً، مرات عدة، في الخروج على المؤسسة الرسمية، وتحديها بشكل صارخ.

 

المؤسسة الرسمية احتكرت صناعة البطل والبطولة في بلادنا، لكن باحتكارها اختصرت الأمر في "نخبٍ معزولة ومحظية"، لا شعبية لها، تنتجها ضمن قوالب وصيغ ثابتة، ومحتوى ركيك، في محاولة للحفاظ على رتم معين من الأداء، ومستوى متدنٍ من التأثير الشعبي في مجريات البلاد ومستقبلها.

 

الاحتكار، الذي أفلح طويلاً، فرّخ "نخبة متشابهة"، إلا من قليل، تلتقي مصلحياً مع قيم المؤسسة، التي فسدت وتمردت على الشعب، رغم أنه مصدر السلطات وصاحبها الشرعي، وتجذرت إلى الحد الذي باتت فيه قادرة على تزييف جزء من الوعي الشعبي، المستند إلى الإيمان العميق بالحق في إنتاج قياداته ورموزه وأبطاله وبطولاته.

 

ما شهدته البلاد، وقد يتكرر بتعاقب أسرع، جاء نتيجة لـ:

1- تزييف الإرادة الشعبية بالقوانين الناظمة للحياة العامة، التي ترتكز - فقهاً وممارسة – على إضعاف فرص ظهور رموز وقيادات شعبية واعية وعابرة لـ "تقسيمات الإخفاق الوطني".

2- التغييب المتعمد، ولا أريد القول بـ "الوأد المبكر"، لخيارات الشعب الواعية، التي بالكاد يستطيع بعضها تجاوز أدوات المؤسسة الرسمية في تزييف الإرادة الشعبية.

 

تراهن المؤسسة الرسمية عموماً، وفي مشهد الأحداث الأخيرة، على "تعميق الشك" بالوعي الشعبي، وبمدى قدرته على إنتاج قيادات ورموز واعية، لديها رؤية، ووجهة نظر معتبرة، وهو رهان تديره عقول من عهد غابر، منفصلة عن الأردنيين، لا تعرفهم، ولا تدرك عمق التغيير الذي أصابهم.

 

الأردنيون اليوم يريدون، بشكل صريح لا يقبل التأويل، صناعة رموزهم وأبطالهم، من سياق وعيهم، ودون وصاية أحد، وسيجدون أنفسهم في مراجعة دائمة لخياراتهم إن لم ترتق لما يتطلعون إليه.

 

وعودة إلى بدء، المواقف المتعددة والمتباينة، في قضية النائب، لم تكن مساساً بالدولة وهيبتها، فنحن الدولة ونحن هيبتها، بل رفض صريح لفقه الوصاية، واحتجاج على احتكار صناعة الرموز والأبطال.

 

للتعليق على المقال والتواصل مع الكاتب:اضغط هنا